2/14/2011

مقدمة

الدعارة والاتجار بالنساء هي من الظواهر القائمة في المجتمع الإسرائيلي منذ قيام الدولة. نظرا لأبعادها المختلفة الخطرة، يتمّ التعامل مع ظاهرة الدعارة والاتجار بالنساء على أنها مشكلة اجتماعية ذات معان مؤذية واسعة التأثير; فمن المعروف أن النساء الموجودات في دائرة الدعارة يسقطن كضحايا للعنف كجزءٍ لا يتجزأ من واقعهن اليومي ـ من الاغتصاب والعنف الجنسي وحتى السرقة والقتل ـ بالإضافة إلى ذلك، فإنهن يعانوْن من إساءات نفسية خطرة نابعة من تعرّضهن لصدمات نفسية متطرفة. من تجربتنا نحن في العمل مع نساء في الدعارة يتضح ان غالبيتهن تعرّضن للتعذيب الجسدي والجنسي منذ صغرهن، داخل عائلاتهن، وترعرعن وسط حياة من المعاناة والإذلال والعنف والفقر والإدمان والصدمات وغيرها.
يُقدّر حجم ظاهرة الدعارة في إسرائيل بحوالي مليون اتصال مع نساء يعملن في الدعارة كل شهر. نأمل أن تقوم وزارة الرفاه والخدمات الاجتماعية بعمل مسح إحصائي قُطري بهدف رسم حدود ظاهرة الدعارة في إسرائيل، وهذا بهدف معرفة ميزاتها العامة والمحلية من أجل تطوير أدوات وطرق مختلفة للعناية ومساعدة النساء الموجودات في دائرة الدعارة.
توضّح ميزات الدعارة التي وردت سابقا بشكل موجز، بشكل جيد أننا بصدد مؤسسة متجذّرة بقوة في المجتمع، وهي تكرّس عدم المساواة بين الرجال والنساء عن طريق الاعتقاد بأنه يحق للرجال شراء وامتلاك إنسان آخر من أجل إشباع احتياجاتهم الجنسية.
يعكس واقع التنكيل والتعذيب الذي تعشنه النساء والفتيات أثناء عملهن بالدعارة، ضرورة إعادة التفكير فيما يتعلق بمسؤولية المجتمع تجاه ضمان سلامة ورفاهية أولئك النساء الطفلات اللواتي أصبحن منذ طفولتهن ضحايا المجتمع، واللواتي لا زلن يدفعن ثمنا مريعا طوال حياتهن. النساء والطفلات في الدعارة هن شريحة مستضعفة يحملن وصمة عار اجتماعية جماعية وفردية، شريحة بحاجة إلى تدخل سريع من قبل كل دوائر المساعدة في المجتمع من أجل تحسين وضعها العام والخاص.
تضمّ هذه الكراسة معطيات ومقالات مختلفة كتبتها مختصات ومختصون، ذوات وذوو خبرة وتجربة في مجال التعامل مع ظاهرة الدعارة، وذلك بهدف مساعدتك على تعميق فهمك لظاهرة الدعارة وعالم النساء النفسي اللواتي يعملن بالدعارة، ولفهم واقع حياتهن والأثمان التي تدفعنها كونهن ينتمين إلى دائرة الدعارة. هذه المعرفة والفهم هي بمثابة خطوة أولى وهامة بشكل خاص من أجل تحسين قدرة مساعدة النساء في الدعارة وهو، أيضا، بداية الطريق من أجل إعادة بناء حياتهن والشفاء.
نأمل أن تساعد هذه الكراسة وأن تشكّل أداة عمل مفيدة في عملكن الهام ونحن في خدمتكن من أجل المزيد من التفاصيل أو الاستشارة.
ريتا حايكن                                                                 باتريز روزن- كاتس، عاملة اجتماعية
مديرة مشروع مناهضة الدعارة والاتجار بالنساء                   مديرة بيت ومشروع "افق نسائي"- بلدية حيفا
   ايشاه لايشاه- مركز نسوي، حيفا